المحطة الحادية عشر:

رابعا: القناعة

اقتنع بما عندك و أرضى بما قسمة الله لك ولا تنظر لمن هو أعلى منك انظر لمن هو دونك

فالقناعة كنز لا يفنى

كالذي بتر إصبع قدمه يبرمج عقله انه ولله الحمد بخير فغيره بترت ساقه
أو كالأعور يبرمج عقله انه ولله الحمد بخير غيره فقد حبيبتاه وهكذا

برمجة في الرضاء بقضاء الله وقدرة والقناعة فيما أعطيت

مثال :

أتيت بكوب ماء ثلاثة أرباعه فارغ وربعه المتبقي فيه ماء لأخت زائرة تشتكي أمر
فقلت: لها مار أيك بهذا الكوب هل هو ممتلئ أم فارغ ؟
قالت : فارغ
قلت : ممتلئ
قالت: بل فارغ ثلاثة أرباعه فارغ فكيف يكون ممتلئ
قلت : هذا اختبار لك اخيتي هذا دليل على انك لا ترضي بالقليل
فلو كنت ترضي بالقليل فلأ قتنعتي بما لديك وارتاحت نفسك.
برمجي عقلك انك خير من غيرك ولا تقولي غيري خير مني لديهم ولديهم
والله إن كنتِ تجدي لقمتك وقوت يومك فغيرك لا يجد كسرة الخبز الجافة
ولكن أنت تتوق نفسك للأعلى أخشى على رقبتك من الانكسار !!

المحطة الثانية عشر :

خامساً: الاستفادة من النقد والعيوب

عندما تأتيني مذمة من عدو هل أبداء بالغليان والفوران والتأفف و التزفر
والتنهد واغضب كالثور و أريد أن أرد الصاع صاعين كما يقال!!!
كما قال الإمام الشافعي:

إذا أتتك مذمة من ناقص….فهي الشهادة لي بأني كامل

لا تجعل من عدوك أن ينال منك أبدا كن كالجبل شامخ

(يا جبل ما يهزك ريح (

اثبت فوالله العدو مهما بلغك منه أذى فأنه إن وجدك صامد ستحيط به النيران
هو يريد منك ردود حتى يثور عليك كالثور الهائج حتى تتعاركا وكل منكم يخرج بإصابة بالغة
ولكن إن تركت عدوك يحترق ونيرانه تحيط به فاعلم انه سيموت غيظاً
كالعقرب إذا أحاطت بها النيران من كل جانب قتلت نفسها بسمها

لله در الحســـــد … بدأ بصاحبة فقتلة

وإذا أتاك انتقاد على احد عيوبك لا تشغل وقتك في إظهار عيوب من انتقدك اصمت
فجزاه الله خيراً اخرج لك عيوبك حتى تصلحها ونسي عيوبه فتركها تزيد رداءة مع الزمن

إذا فالأولى إن تفكر بصمت في إصلاح عيوبك وان تحاول جاهداً أن تصلح ما تلف منها .

فخير لك أن تصلح ما تلف منها وهو بسيط ولا أن تركنها لتنظر بها في وقت لاحق فهنا ستجد صعوبة في إصلاحها

مثال:

لذلك الأنابيب التي بدأت تصدأ قليلاً سارع في طلائها وإصلاح ما تلف منها
حتى لا تهملها فيتفاقم الأمر فيتطلب منك نزعها من الأساس بعد تكسير ما بني عليها.

المحطة الثالثة عشر :

سادساً: ضعف الإيمان والتراجع

وهذا ما لا نريده وهو فتح الثغرات للشيطان لوسوسته وزعزعة
اللبنات الأساسية فان تكسرت وتزعزعت هذه اللبنات فالمبنى معرض للسقوط
إذا فاجعل فيما سبق ذكره من تقوية الإيمان ومهما دخل عليك من أي مدخل أغلق عليه الباب
حتى يذل ويصغر
فلا تقول تعبت من الاستمرار
كما ذكرنا سابقاً في مثال الطفل المدلل مع والديه في المحطة الأولى
وهو رضوخ الوالدين لدلال ابنهم بعد إصرارهم على مواصلة إقناعه بالتقليل من دلاله
و التساير مع ظروف الحياة .

أتذكر أخت لي في الله كان ابنها يبكي يريدها أن تحمله فهي تمشي وهو جالس على الأرض
يريدها أن ترجع لتأخذه فأشرت عليها أن لا ترجع لحمله فقلت لها امشي وسترين
فمشت فلحقها وما أن توقفت لتنظر إليه إلا وجلس على الأرض يبكي يريدها أن ترجع لحمله فقلت
لها لا تتوقفي
بل امضي وسترين فمضت وما أن رآها مشت إلا ولحقها
فهكذا هو التعامل مع النفس .

كمثال :
على الرقية الشرعية نعم ستجد عثرات
وأذى ولكن اصبر فنتائج الصبر جمة وكل ما يصيبك لك اجر عليه
وكل ما قرأت على نفسك ستتقدم للشفاء بإذن الله حتى تنال الشفاء
تماما بإذن الواحد الأحد فلا ترضخ

)فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى(

مثال :

وأنت في الطريق ستجد حصى في طريقك لا تتعثر بها إنما اجمعها
اصنع منها سلماً لترتقي عليه
اجمعها لعلك تواجهه حيوان مفترس (أفعى) حتى تضربها بها
خذ من العقبات والعثرات التي تنتظرك بطريقك دافع للوصول إلى مبتغاك
ولا تجعلها عثرات تحول بينك وبين الوصول لهدفك

المثال العظيم : هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم

واجهه الصعاب من المشركين ومن أقاربه )أعمامه ( ولكن مهما وجد من عثرات فهي تعطيه الدافع
على الاستمرار في الدعوة حتى انتشر الدين ومازال ديننا الإسلامي قائم حتى يومنا هذا
قال تعالى:

)ومن ابتغى غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين(
المحطة الرابعة عشر:

سابعاً: تقليب صفحات الماضي

احذر كل الحذر من التقليب في صفحات الماضي فالتقليب فيها لا يزيدك إلا حسرة وألم
وضيق ونكد وحرقة إذا فماذا ستجني عندما تقلب تلك الصفحات ؟
وكيف تعود للخلف وأنت ماضي في تقدمك؟
فالرجوع للخلف لن يزيدك إلا الرجوع لسجن الماضي وحسرته

هل رأيت سجين أطلق سراحه وأعطيت له الحرية يعود
للخلف للرجوع بين القضبان ؟

هل رأيت أن في نبش القبور نفع ؟ هل سيعود الذي قضى أجله ؟
هل البكاء على الماضي سيعيده كما نريد؟

إذا ما مضى فات فلنمضي في طريقنا ولننسي ما مضى
ولنردد دوماً أن ما اختاره الله هو خير لنا وأننا لا نعلم الصالح لنا
فالله يعلم ويختار

قال تعالى :

)عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم )

}ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك{

المحطة الخامسة عشر :

ثامناًً: حاضـــــــرك

عيش يومك ولا تنشغل بغيره ( لا باليوم الذي مضى ولا باليوم القادم )
ولا تشغل يومك هذا بالغيبة والنميمة قال صلى الله عليه وسلم :

«هل تدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره» . قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أَقوله. قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، فان لم يكن فيه فقد بهته».

فتخيل انك تأكل لحم أخيك نيئ هل يعجبك ذلك ؟
أو لو قدم لك طعام كالسمك والله أحله لك هل تأكله نيئ؟

قال تعالى : (وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) . (الحجرات: 12)

فالأولى الابتعاد عن مجالس الغيبة أو كل ماهم احد بغيبة أخيك المسلم فانهه عن ذلك

قالت عائشة رضي الله عنها عن ضرتها صفية بنت حيي ما يعجبك منها يا رسول الله وإنها .. ولم تكمل الجملة ولكن أشارت بيديها إلى أنها قصيرة القامة فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال “يا عائشة لقد قلتي كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته”فكر بمساوئ الغيبة واستعظم خطرها، واستشعر الخوف والرهبة من عواقبها الوخيمة الدنيوية والأخروية

ولو وصلك خبر إن الناس تغتابك فافرح لا تحزن فوالله لك اجر في ذلك
واتركهم فما يزيدهم إلا خسران )اكتساب السيئات( أما أنت فلك الزيادة )اكتساب الحسنات(.
لا تتجسس قال تعالى “ولا تجسسوا”
فلأن تجسس الناس على بعضهم قد يؤدي بهم إلى اطلاع على عورات قد سترها الله عز وجل؛ لحكمة يعلمها لا تستوعبها عقولنا القاصرة، إذا ما اطلعنا عليها أفسدت حياتنا وأدخلتنا في صراعات كنا في غنى عنها.

لا تظلم احد جاء في الحديث القدسي: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا”؛ وصلى الله وسلم وبارك على نبي الرحمة القائل محذرا من دعوة المظلوم: “واتقوا دعوة المظلوم فإنها ليست بينها وبين الله حجاب” .

حاول أن تغض الطرف عن بعض نقائص زوجتك وتذكر مالها من محاسن ومكارم تغطي هذا النقص والعكس صحيح فانظري بذلك لزوجك فلا يوجد إنسان كامل لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم ( لا يفرك ) (أي لا يبغض) مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضي منها أخر )

مثال :

هل رأيت تلك الوردة الجميلة الشكل والرائحة
ساقها مكتظ بالشوك ولكن هل عند هذا نرميها ؟
بل سنتجاهل شوكها أمام جمال شكلها ورائحتها الزكية
فأتمنى أن يكون حال الزوج والزوجة مثل حال تلك الوردة
وهذا ليس مقتصر على الزوج والزوجة بل في جميع الأحوال كصديق
….الخ

أأمر بالمعروف وانهي عن المنكر

قال تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون(

ولا تقول استحي فليس في حدود الله مجال للحياء والأولى أن تستحي من نفسك
فما تفعله جرم في حق دينك فان لم تستطع فأنت ضعيف قال نبينا صلى الله عليه وسلم

‏ ‏ ‏(من رأى منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان(

كذلك لا تآكل ولا تشرب ولا تسمع ولا تمشي ولا تنظر لحرام فاحذر كل الحذر واتقي الله حيثما كنت
ولاتكن كالمفلس
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
“أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج ولكنه ضرب هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته حتى لا يبقى له شيء ثم يطرحون من سيئاتهم عليه حتى يلقى في النار”

فلا تتأمل بطول الأجل فلا تغرنك الدنيا بلذاتها و شهواتها ولو دامت الدنيا لدامت للملوك فعد إلى ربك ودع عنك أهواء الشياطين من الإنس والجن فباب التوبة مفتوح فسارع بالتوبة
فكم من أناس سليمين برفه عين فارقت أرواحهم الجسد نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة.

المحطة السادسة عشر:

تاسعاًً:المستقبل

لا تنظر لمستقبلك بنظرة المتشائم ولا تنظر لمستقبلك بمنظار اسود
غير هذا المنظار !!!
فأنت لا تعلم الغيب ولا تعلم ما الله مخفيه لك غداً

}غياب الشمس لا يعني نهاية الأمل …. غداً تشرق الشمس وتسعد النفس{

بماذا سينفعني الحزن على مستقبل مبهم علمه عند الله ؟
لماذا احكم على أن مستقبلي سيء و سيحدث و سيحدث , اقدر أمور من تلقاء نفسي ؟
لما لا أفوض الآمر لله وأتوكل عليه حق توكل ؟
قال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام:

)لو كنت اعلم الغيب لا استكثرت من الخير و ما مسني السوء(

إذا فا لمستقبل والأرزاق والأعمار كلها بيد الله

لذلك اترك أمرك للرزاق… فأن الله كل يوم هو في شأن
ودع الأيام تفعل ما تشاء… فدوام الحال من الحال
ولا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم
دعا للتفاؤل

(تفائلو بالخير تجدوه(

تفاءل خيراً تجد خيراً بإذن الله…

مثال:

كالسماء تجدها صافيه مشرقة فجاءه تتلبد بالغيوم ولا يدوم ذلك بعدها تنهمر الأمطار فيعم الخير
لذلك تفاءل خيراً.

المحطة السابعة عشر:

عاشراً:الثقة بالنفس

إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد… فالأشخاص الذين نعرفهم أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل و التأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم.

فنحن نجد بعض الناس يرددون إنهم غير واثقين من أنفسهم

كيف ذلك ؟؟

إن انعدام الثقة بالنفس هو
الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفنا و سلبياتنا وهو الذي يؤدي إلى
القلق بفعل هذا الإحساس و التفاعل معه.. فهذا يؤدي إلى صدور سلوك سيء لا يمت لشخصيتنا
بأية صلة

كمثال :

شخص لا يثق بنفسه ولدية طلب تقديم على وظيفة في الصباح الباكر
وذلك لابد من عمل مقابلة شخصية فتجدين ذلك الشخص في ليلته يجري
مع نفسه لقاء وهذا إن لم يكن قد استقبل المرآة وبداء بالحديث معها بطرح الأسئلة والإجابات فتجديه
يسترسل وينطلق ولكن ما أن يصبح ويذهب للمكان المحدد لعمل المقابلة ستجديه
بداء يتعرق ويتلعثم ويرتبك وتحمر وجنتاه

أين يكمن مصدر هذا الإحساس ؟؟ هل ذلك بسبب تعرضي لحادثة وأنا صغيره كالإحراج أو الاستهزاء بقدراتي ومقارنتي بالآخرين ؟
هل السبب أنني فشلت في أداء شيء ما كالدراسة مثلا ؟
أو أن أحد المدرسين أو رؤسائي في العمل قد وجه لي انتقادا بشكل جارح أمام زميلاتي؟
هل للأقارب أو الأصدقاء دور في زيادة إحساسي بالألم؟ وهل مازال هذا التأثير قائم حتى الآن؟؟
أسئلة كثيرة أحاول أن أسال نفسي و أتوصل إلى الحل…وان كون صريحة مع نفسي .. ولا أحاول تحميل الآخرين أخطائي، وذلك لكي أصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة لأستطيع حلها ،وأحاول ترتيب أفكاري وان استخدم ورقة وقلم واكتب كل الأشياء التي اعتقد أنها ساهمت في خلق مشكلة عدم الثقة لدي ، لأتعرف على الأسباب الرئيسية و الفرعية التي أدت إلى تفاقم المشكلة….

المحطة الثامنة عشر:

البحث عن حل:

بعد أن توصلنا إلى مصدر المشكلة..نبدأ في البحث عن الحل .. بمجرد ما أن نحدد المشكلة تبدأ الحلول في الظهور…نجلس في مكان هادئ ونحاور نفسنا، نحاول ترتيب أفكارنا… ما الذي يجعلنا نسيطر على مخاوفنا و نستعيد ثقتنا بأنفسنا؟

إذا كان الأقارب أو الأصدقاء مثلا طرفا أو عامل رئيسي في فقداننا ثقتنا ..نحاول أن نوقف ذلك )الإحساس بالاضطهاد(
ليس لأنه توقف بل لأنه لا يفيدنا في الوقت الحاضر بل يسهم في هدم ثقتنا ويوقف قدراتنا .

البرمجة الصحيحة:

يجب علينا ترديد قول
من حقي أن أحصل على ثقة عالية بنفسي وبقدراتي .
من حقي أن أتخلص من هذا الجانب السلبي في حياتي.

كذلك احرص على أن لا أتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتي بنفسي..فالثقة بالنفس فكرة تزرع بالدماغ فبذلك يمكن أن تخلقي الفكرة سلبية كانت أم إيجابية فأغيرها وأشكلها وأسايرها حسب اعتقادي عن نفسي …لذلك ازرع عبارات وأفكار تشحنني بالثقة.

إذا فا لانظر لنفسي كشخصيه ناجحة وواثقة و استمع إلى حديث نفسي جيدا واحذف الكلمات المحملة بالإحباط ،وأن ارفع روحي المعنوية و أحاول دائما إسعاد نفسي ..اعتبر الماضي بكل إحباطا ته قد انتهى ..وأنني قادره على المسامحة لمن أساء إلي لأني لست مسئوله عن جهلهم وضعفهم الإنساني.
ككونهم أحبطوني على فشل سابق وإنني كلما أقدمت على عمل مستحدث اتهموني بالفشل.

وأن احذر كل الحذر من مقارنة نفسي بغيري فإن كان غيري قد نجح في مجال معين
فأنا أفضل منه في مجال أخر .

كيف أزيد ثقتي بنفسي ؟

عندما نضع أهداف وننفذها يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف.. سواء على المستوى الشخصي.. أو على صعيد العمل.. مهما كانت صغيره تلك الأهداف.

وان اقبل تحمل المسؤولية.. فهي تجعلي اشعر بأهميتي,وان أتقدم ولا أخاف .. واقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها لي.. وان افعل ما أخشاه وأتردد فيه ليختفي الخوف..
وأحاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسي من خلال القراءة في كل المجالات
وان احدث نفسي حديثا إيجابيا..في صباح كل يوم وابدأ يومي بتفاؤل وابتسامة جميلة..
واشغل نفسي بمساعدة الآخرين وأتذكر أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلي تماما يمتلك
نفس قدراتي ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر مني.

المحطة التاسعة عشر:

إحدى عشرة :المواجهة

بعض الناس إذا واجهتهم مشاكل فتجد البعض منهم يهرب من مشاكله
فمنهم من يلتمس طريق الحرام )المخدرات وشرب المسكرات , الزنا ), الانتحار (هروب من نار الدنيا
إلى نار الآخرة) ,سماع الأغاني , ولعب الورق , والنوم ,
وبعضهم ينشغل بمشاغل أخرى ولو اضطر إلى اخذ مكان زملائه في
العمل ليهرب من مواجهة مشاكله للأسف ومنهم من يفرط في الطعام والشراب
والعكس صحيح.

مثال :

زارتني إحدى الأخوات وهي تمر بمشكلة عائلية
وسلكت طريق الخروج من المنزل هروبا من المشكلة والتفكير بها
فبعد أن حكت مشكلتها تعمدت تقديم فنجان شاي مر فما أن ارتشفت منه القليل
إلا وقالت يـــاه يا أسيل الشاي مر ورمت به على الطاولة ممتنعة عن شربة
فقلت لها عدم تقبلك لشرب الشاي المر ما هو إلا دليل واضح
على عدم تقبلك للمشاكل ومواجهتها مهما اشتدت حدتها ومرارتها
فهذا الهروب لن يجدي نفع معك فالمشكلة قائمة فبمواجهتها ودراستها و إيجاد الحلول
لها أفضل من هروبك
فالشاي المر إن واجهتي مرارته بإضافة السكر قد أنهيتي مشكلة مرارته

فيجب على كل شخص أن يهون موضوع المشكلة مهما بلغت فكلما تعاظمت بعقله سيجدها أكثر تعقيد وسيجد ضغوط نفسيه شديدة لا تسمح بالتفكير في حل المشكلة
فربما البعض يجد في الصراخ والبكاء متنفس له وهذا خطأ فكلما وجد إن احد الطرفين
يشد فعلى الأخر يلتزم الصمت ويحاول قدر الإمكان بمحادثة نفسه وترديد قول ) اهدئي , على ماذا اتفقنا أن نلتزم الهدوء , لا تغضبي , هوني …الخ ( أو ترديد قول جزاك الله خيراً, سامحك الله, فبعض هذه الكلمات
تخجل الطرف الآخر

كذلك لا يوجد خير من بعد تهدئة النفس إلا بالوضوء والصلاة ولو بركعتين بخشوع
بعد الهدوء التام يبدأ الحديث مع الطرف الآخر بالنقاش الهادئ البعيد
عن الصراخ .

المحطة العشرون :

}النفس المطمئنة واللوامة والأمارة بالسوء{

وصف الله سبحانه النفس في القرآن بثلاث صفات :

المطمئنة ، واللوامة ، والأمارة بالسوء .

فاختلف الناس هل النفس واحدة وهذه أوصاف لها ، أم للعبد ثلاثة أنفس .
من أقوال الفقهاء والمفسرين
فإنها واحدة باعتبار ذاتها وثلاثة باعتبار صفاتها .

النفس المطمئنة :

إذا سكنت النفس إلى الله عز وجل واطمأنت بذكره ، وأنابت إليه ، واشتاقت إلى لقائه وأنست بقربه فهي مطمئنة وهي التي يقال لها عند الوفاة
وقال تعالى ) يأيتها النفس المطمئنة *ارجعي إلى ربك راضية مرضية (

النفس اللوامة :

قال بعضهم : هي التي لا تثبت على حال واحدة ، فهي كثيرة التقلب والتلون ، فتذكر وتغفل ، وتقبل وتعرض ، وتحب وتبغض ، وتفرح وتحزن ، وترضى وتغضب , وتطيع وتتقي .

قال بعضهم: هي نفس المؤمن ، حيث أنه يلوم نفسه دائما يقول : ما أردت هذا ؟ لم فعلت هذا ؟ كان هذا أولى من هذا ؟ أو نحو ذلك
وقال تعالى ) ولا اقسم بالنفس اللوامة(
النفس ألأمارة بالسوء :

وهذه النفس المذمومة ، فإنها تأمر بكل سوء ، وهذا من طبيعتها ، فما تخلص أحد من شرها إلا بتوفيق من الله
وقال تعالى) وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي إن ربي غفور رحيم(

هذه صفات النفس الثلاثة
و أفضلها النفس المطمئنة فالوصول لها يتطلب عدة محطات نقف عليها
وهي المحطات التي سبق ذكرها مع الزيادة فما ذكرناه إلا شيء
قليل من كثير.