وهذا أمر مهم يجب أن نتنبه إلية معاشر الموظفين كثير من الناس يغفل عن علاقة إسلامه وعقيدته في عمله ووظيفته فنرى مثلاً مسلماً موظفاً يحرص على صلاة الجماعة ويسابق على الصف الأول ويصوم النوافل ويتجنب كثيراً من المعاملات المالية المشبوهة ويحترق قلبه على منكر ينظر إليه بل ربما سارع إلى إنكار هذا المنكر، وهذا كله جميل ومفرحً ونرجوا الأجر لصاحبه إن شاء الله، لكن العجب العجاب أن ترى هذا الموظف الذي اتصف بمثل هذه الصفات لا يراقب حاله وأعماله وتصرفاته في وظيفته وعمله ، فمثلاً : هو يسرق من وقت وظيفته ساعات ويسارع في طلب الانتدابات والمكافئات بغير حق ويحتال على الاجازات والتغيبات إلى آخر ما نسمعه ونراه في عالم الوظيفة والموظفين وكأن الوظيفة لا تمت لدينه بصلة وكأن الراتب الوظيفي لا يدخله الحلال والحرام بسبب التقصير والإخلال فهل هذه ازدواجية وأنفصام بالشخصية أو أنها غفلة وجهل. فمثل هذا يرى أن الإسلام هو فقط تلك العبادات الشرعية المعروفة ،نسي أو تناسى أن الإسلام دين متكامل ، السنا نردد أن الله خلقنا لعبادته وأن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة والباطنة ، إذن معنى هذا كل فعل وقول وحركة في حياتك أيها المسلم لك فيها أجر بشرط أن يحبها الله ويرضاها أي أن تكون خالصة لله أو كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو هدف المسلم في الحياة رضى الله عز وجل في كل شيء ، الله تعالى يقول : ” قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شريك له ” (الأنعام:162) نسكي ، صلاتي ، محياي ، ومماتي ، كل صغيرة وكبيرة في حياتي ، فإذا اتضح الهدف للمسلم ارتاح قلبه وأطمأنت نفسه وشعر بالسعادة لأنه يعش من أجل هدف ومبدأ سامٍ عظيم وغاية واضحة هي رضى الله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة وبهذا المفهوم الصحيح للعبادة فكل شيء في الحياة لك به أجر متى أخلصت القصد ، وهنا تتضح حقيقة هذا الدين وشموليته ويسره وسعته، فوالله لو عاش المسلمون بهذا المفهوم لما كان هناك انفصام نكدٍ في شخصية الكثير من المسلمين تجد الرجل يأتي للمسجد يركع ويسجد وربما يتأثر ويبكي وتسيل الدمعة على الخد لكن تعال وانظر لعمله ، لوظيفته ، لتأخره وكثرة غيابه غشه وعدم أمانته انظر لسانه وسوء أخلاقه وتجهمه انظر لبيعه وشراءه وتسأهله في أكل الشهيات وربما تعامله بالريا بل وانظر لبيته وما فيه من وسائل فساد ومعصية وشهوات .

معاشرا الموظفين والموظفات : متى يشعر الموظف انه وهو في وظيفته في طاعة لله له أجر وثواب من الله ، نعم يحتسب التعب والنصب ويصبر على ساعات الدوام والعمل ويحرص على إتقان عمله . أخي اسمع مني هذه الكلمات : إن كنت ممن يعمل من أجل المال والراتب فقط فإن هذا مهما بلغ لا يساوي والله قطرة عرق تسيل على جبينك الوضين فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، وإن كنت تعمل بإخلاص ومراقبة لله ، فأنت على خير مخلوف عليك جهدك ووقتك وتعبك فلا تحرم نفسك إذا الخير وراقب الله في عملك ولا تراقب المخلوقين ، وخف الله ولا تخاف من المخلوقين واتق الله في الأمانة التي أؤتمنت عليها ، ومن ذلك الحرص على أداء وأجبك كاملاً في العمل المنوط بك ، وأن تحسن به تمام الإحسان ، إنها الأمانة التي يمجدها الإسلام بأن يخلص الرجل بعمله بل يتقته أيما إتقان ، ويجتهد وسعه في إتقانه ، ويسهر على حقوق الناس التي وضعت بين يديه ـ أما استهانة الفرد بما كلف به فهو من استشراء الفساد في كيان الأمة وتأخرها ، وهو والله خيانة للأمة والأمانة وللواجب الذي أوتمن عليه ، وخيانة الواجبات تتفاوت إثماً وأشدها شناعة ما أصاب الدين وجمهور المسلمين وتعرضت البلاد لأذاه ، قال عليه الصلاة والسلام : (( إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء يعرف به ، فيقال : هذه غدرة فلان )) هذا يوم الفضائح ، هذه غدرة فلان ، غدرته في وظيفته ، تقصيره في عمله ، وعند مسلم : (( ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة )) أي : ليس أعظم خيانة ولا أسوء عاقبتة من رجل تولى أمور الناس ، فنام عنها حتى أضاعها ، وهنيئاً لمن التـزم حدود الله في وظيفته وقام بالواجب الذي طوقه فهو عند الله من المجاهدين لنصرة دينه وإعلاء كلمته ، كما يروى عنه صلى الله عليه وسلم : (( العامل إذا استعمل فأخذ الحق وأعطى الحق لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته )) كما عند الطبراني .

– ماذا تريد وماذا نريد منك أيها الموظف –

اسمح لي أن أتحدث بلسانك لاجيب عن ماذا تريد وقد أقصّر كثيراً فليس من المعقول أن تتحدث عن المطالب التي نريدها منك ، وننسى إن لك هموماً وحقوقاً ، وأنك بشر تجتهد وتخطئ ، وتغفل وتقصرّ ، وهذا حق لا مرية فيه ، فيجب على كل نظام ودولة ومؤسسة عامة أو خاصة أن تعتني بحقوق الموظفين أياً كانت ، مادية أو نظامية أو إنسانية لا بد من احترام وتقدير وتشجيع وتحفيز وتواضع وكلمة طيبة ، وتغاض عن زلات وهنّات لا يخلو منها أحد ، فهم بشر لهم ظروف وأعذار ، وفيهم الكبار والصغار ، ولا بد من تذليل العقبات التي تواجه الكثير من الموظفين والموظفات وهي كثيرة ليس هذا مجال الحديث عنها ، لكن أن أردنا أن يقوم الموظف بدوره وواجبه فلا بد أن نقف معه ، وأن تعينه في التغلب على العقبات والمعوقات التي يتعرض لها ، فتعاون الجميع أمر مهم للوصول للهدف المنشود ، وعلى كل جهة مسؤوليات وواجبات ،والتواصل والتناصح ، وتبادل وجهات النظر لحل المشاكل ، علامة بارزة وسمة للرقي والتقدم ، لكن إن حصل تقصير من جهة فليس معنى هذا أن تتخلى الجهة الأخرى عن دورها وواجبها ، وأنت أيها الموظف أخلص النية لله وإبذل جهدك فنحن لا نطالبك إلا بما تستطيع ، ولكن شتان بين من أتصف بالجدية والحماس وحب العمل ، وأن تشكّى من كثرة العقبات وبين من جعل كثرة العقبات والمشاكل حجة له لتبرير إهماله وتفريطه وكسبه الحرام وإذية الناس وخلق الله ، ونحن نسمع والحمد لله عن عدد من الموظفين الفضلاء الذين لا ينكر جهدهم ولا ينسى فضلهم وقد استطاعوا النجاح بالرغم من كثرة الأعباء والعقبات ، فحبهم لأمتهم ومصالحها مقدم على حب الذات ، وإني أحذر كل موظف يحب دينه وأمته ووطنه ويتمنى لها النهوض والريادة احذره من مرض الأنا ، نعم مرض الأنا ، مرض ينخر في جسد المجتمعات ويتسلل لكثير من الطاقات حتى أن تضخم الذات عند بعض الموظفين لم يبق مكاناً للآخرين ، وهكذا تفسد الدول والمؤسسات والإدارات والشركات ، عندما تصاب بالتضخم الذوات ، ويصبح التعاون صعباً إن لم يكن مستحيلاً ، فكل نفسي نفسي ، وكل مصلحتي مصلحتي ، وأكرر أخي الحبيب قبل أن أغادر هذا العنصر أكرر وأؤكد : نحن لا نطالبك بالمثاليات ، ولكن بمراقبة الله ومحاسبة النفس والذات ، وتقبل هذه الكلمات من أخٍ محب ناصح ، فراجع نفسك فيها ، أسأل الله أن يعينك وأن ينفع بك وأن يجعلك مفتاح للخير مغلاقاً للشر في كل مكان .
أما ما نريد منك أيها الموظف : باختصار شديد اعلم أن أهم الصفات المطلوبة شرعاً لكل موظف مسلم صفتان مهمتان هما : القوة ، والأمانة : ” إن خير من استأجرت القوة الأمين ” القوي الأمين ، أما القوة فمعناها : القدرة على تحمل تبعات الوظيفة ، فتشتمل على قوة الجسم ، وقوة الشخصية ، والقدرة على مواجهة الناس ، والجراءة على تحمل التبعات الوظيفية ، والأخذ والعطاء مع الناس ، واستقبال الجمهور ، والقوة في الفكر ، وذلك بقدرة الموظف على التجديد والإبتكار ،والقوة بالتعامل مع زملاءه والمسؤولين عنه , من تأمل في هذه الأمور ، وتأمل واقع البعض من الموظفين علم الحكمة العظيمة من تقرير الإسلام للقوة وإنها واجبة في كل صاحب وظيفة أو عمل ، فقد كان صلى الله عليه وسلم قوياً في إدارته وفي جهاده وفي تنفيذه لحدود الله ، يأتيه أسامة بن زيد حبّه ويطلب منه تخفيف حكم حد السرقة على المخزومية التي سرقت ، فيقول صلى الله عليه وسلم مغضباً : (( أتشفع في حد من حدود الله )) ثم قام في الناس ، وحمد الله وأثنى عليه ، وقال : (( إن بني إسرائيل كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )) .

أعرفت إذا لماذا شرط القوة ؟ فالحزم وعدم التهاون في تنفيذ القرارات التي لا يصح التنازل عنها ، ولا المجاملة فيها على حساب الصالح العام من القوة التي يحبها الله في المسلم ، ومن تأمل في موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وموقفه في حرب الردة عرف المقصود ، وكذا كان عمر الفاروق رضي الله عنه قوياً في الحق لا يخاف في الله لومة لائم ، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يولِ على عمل من الأعمال رجلاً ضعيفاً ، فقد كان يولي الأقوياء ، ولا يكتفي بالإعتذار من الضعفاء بل ويحذرهم من تحملهم أو موافقتهم أو استجابتهم لهذه المسؤولية أو لهذه الوظيفة ، ليس قضية مجامله أو مداهنه أو لأنه فلان أو علاّن أو قريب أو بعيد . لا ، بل اختيار الأقوى والأمين ، ولا يجب أن يقف الأمر عند عدم تولية الضعيف ، بل تحذير ونصح الضعيف من أن يتولى مثل هذه المكانة ، ولذلك جاءه أبو ذر رضي الله عنه مرة فطلب الإمارة ، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على كتفه ، وقال : (( يا أبا ذر إنك ضعيف- مواجهة ومصارحة – إنك ضعيف وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خري وندامة ، إلا من أخذها بحقها ووفى الذي عليه فيها )) فالذي تولى أو يتولى شيئاً من أمور الناس يشترط فيه القوة ليقف في وجه المفسدين الأقوياء ، وليؤدي حق الضعفاء ، وليعمل ما ينبغي من خدمة الصالح العام ، والإسلام ينظر للإنسان أنه كلما علت منـزلته في المجتمع كلما كان ذلك سبباً في زيادة مسؤوليته ، وتشديد حسابه في الدنيا من المسؤول ،وفي الآخرة من الله جل وعلا . وعندما عزل عمر ، شرحبيل بن حسنة عن الشام ، وولى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ، قال شرحبيل لعمر : لم عزلتني ، هل رأيت شيئاً في ديني ؟ قال عمر رضي الله عنه : لا والله إنك كما أحب ولكنني أريد رجلاً أقوى من رجل . كأنه رأى فيه ضعفاً ، قال –أي شرحبيل- فأخبر الناس حتى لا تكون فيهم مقالة ، فخطب عمر الناس وأعلمهم بذلك . وربما توفر في الرجل صفة الصلاح والأمانة ، لكن ربما لا تـتوفر فيه القوة المطلوبة للعمل المراد اتصافه بالأمانة لا يعني أن يكون قوياً ، ولذلك كان الإمام مالك –رحمه الله تعالى- يقول في بعض الزهاد الصالحين : إني لأرجوا أن يسقيني الله بدعوته الغمام ولكني لا آمنه على درهمين – يعني والله اعلم أنه لا يحسن إدارتها – وليس عدم الأمانة فيها ، أو عدم الثقة به ـ لكنه لا يحسن إدارتها ، هذه إشارة سريعة للقوة ، ومعناها كصفة مهمة في الموظف .

الصفة الثانية : الأمانة :

وهي أداء الحقوق والتعفف عما ليس له بحق ، إذن أداء الحق وترك ما ليس له به حق ، وكما أن القوة لا تكفي وحدها فالأمانة أيضاً لا تكفي وحدها ، بل لا بد للقوة والأمانة معاً ، فكم من رجل قوي وحازم ومؤدٍ للعمل ، إلا أنه أمام المال ضعيف ، فيأخذ ما لا حق له فيه ويستعمل الممتلكات العامة في أغراض خاصة ، ربما استخدم صلاحياته في خارج حدودها ، أو يزيد في الفواتير مثلاً مبالغ غير مذكورة ونحو ذلك ، وهذا كله حرام وخطير ، فأيما جسد نبت على سحت فالنار أولى به ، والنبي  ، يقول : (( لا إيمان لمن لا أمانة له )) وإذا وكل غير الأمناء والأقوياء على الوظائف حصل الخلل في المؤسسات وفي الوزارات وفي سائر أعمال الولايات ، (( وإذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )) كما في صحيح البخاري . فاحذر إذن أخي من استغلال وظيفتك لجر منفعة شخصية لك أو لقرابتك ، فإن التشبع من المال العام جريمة ، قال  : (( من استعملناه على عمل فرزقناه رزقاً فما أخذ بعد ذلك فهو غلول )) فقد شدد الإسلام في ضرورة التعفف عن استغلال المنصب وشدد في رفض المكاسب المشبوهة ، الله أكبر الله أكبر معاشر الأخوة والأخوات ، أنها الأمانة التي أبت السماوات والأرض أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ، أنها الأمانة ، عند المسلم تـتجلى في أدق معانيها التي ينبغي التـزامها ، فلا يجوز للموظف مثلاً استخدام أدوات العمل مهما كانت صغيرة في أموره الخاصة ، فليس في الإسلام شيء صغير ، فقد قيل للنبي  : وأن كان قضيباً من أراك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( وإن كان قضيباً من أراك )) كما في صحيح مسلم . والله تعالى يقول : ” فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ” سبحان الله ، أنه ميـزان دقيق يزن مثاقيل الذر ، ومن قصد أخذ شيء من مكان عمله فيجب أن يكفر عنه بالتوبة إلى الله والندم وعدم العودة إليه ، وأن يرجّع مثل ما أخذ إلى مؤسسته ، ولله در بعض سائقي السيارات الذين يصرفون وقوداً ببطاقات يزيد بعض الشيء فيها لا تطالبهم إداراتهم به ولكنهم يسألون عنه تورعاً لدينهم وهي لا تساوي إلا القليل كقرشين مثلاً أو نحوه ، ولكن لسان حالهم ، يقول : قرش وقرش ، وورقة وورقة ، حتى تكون شيئاًَ كثيراً فتخسر المؤسسة أو الدولة شيئاً كثيراً بذهاب مثلها ، ولو لم تخسر ، كقول البعض : لا يضر الدولة هذا ، فهو دين وأمانة ، لا أعامل المخلوقين أنا أتعامل مع الخالق جل وعلا ، هو دين وأمانة وحق عام ، ليس لأحد مهما كان حق في تملكه ، وليس لك حجة ، بأن غيرك يأخذ ويسرق كما يردد بعض الضعفاء ، ليس لك حجة بأن فلان أو علان يأخذ ويسرق وأنه يأكل أكبر من هذا أو أكثر من هذا ، اتق الله يا أخي : ” كل نفس بما كسبت رهينة ” وهذا من حجج الشيطان ومداخله : ” وإما ينـزغنك من الشيطان نزغُ فاستعذ بالله أنه هو السميع العليم ” لا تعالج الأخطاء بالأخطاء ، ما عهدنا هذا أصلاً من أصول تصيح الأخطاء أو تربية الأمة أبداً ، أيما موظف أخذ هدية أو قبل تخفيضاً أو نحو هذا من جهات أو أفراد لهم علاقة لجهة عمله من قريب أو بعيد فلينتبه وليحذر فإنها من الغلول الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز قبولها ، بحديث عبد الله بن اللتبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على صدقة فلما رجع ، قال : هذا لكم وهذا أهدي لي ، قال ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم تصحيح مباشر للأخطاء على المنبر فقام  على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : (( ما بال عامل أبعثه ، فيقول : هذه لكم وهذا أهدي لي ، أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا ، والذي نفس محمد بيده لا ينال أحدكم منها شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه ، بعير له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر )) ثم رفع يديه –قال الراوي : حتى رأينا عترتي ابطيه ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : (( اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت )) سبحان الله هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فلماذا يتكاثر البعض أن تعالج أخطاء الموظفين اليوم ويكلمون ، وإن كان في أدق الأمور ، لا يا أخي الحبيب إنه المنهج الشرعي الذي علمنا إياه الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فمن تساهل في عمل أو قصر فيه أو استغله لمنفعته الخاصة ، فراتبه مدخول فيه شبهة ، فاتق الله أيها الموظف ، وقم بعملك واجتهد فيه لتأكل حلالاً طيباً مباركاً لك فيه