سامي سالم حمدان المحمادي

الإنسان عبارة عن تفكير بعقل و شعور بقلب , فالإنسان بأصغريه عقله و لسانه, عقله يفكر و لسانه ينبئ عن ما يجيش في قلبه من مشاعر و أحاسيس. هذا اللسان وظيفته الأولى هي التحدث و التعبير عن عقله المفكر و قلبه الشاعر بلغة قد تعلمها من بيئته المحيطة به أو مجتمعه الذي يعيش فيه. فهو إذن يفكر و يشعر, يفكر بعقله و يشعر بقلبه بلغة تعبر عن كيانه و ذاته و تحدد جميع سلوكياته و تصرفاته، فللغة إذن تفكير و شعور.
و مما يؤيد هذا الزعم هو الواقع المحسوس و التجارب الشخصية لكل إنسان سواءً كان كبيراً أو صغيراً, فلابد له من تفكير لكي يتخذ قراراً في شأن من شؤون الحياة أو يفكر في إدراك الأسباب الكامنة وراء كل مشكلة تواجهه في حياته الاجتماعية أو يساعده التفكير في الخلق و الابتكار لقضاء حاجة إنسانية يشعر بها و يشعر بها مجتمعه المحلي و العالمي .
و لابد له أيضاً من شعور و وجدان و عاطفة تحدد صفاته و أخلاقه و مبادئه السامية و مثله العليا , فهو إذا شعر بخوف نبع من هذا الخوف سلوك يقتضيه الحال, هذا الشعور و هذا السلوك هو الإنسان. و إذا شعر بالحب أدى ذلك الى التفاني و التضحية من أجل من يحب و إذا شعر بالكره أدى ذلك الى الدفاع عن نفسه و الغضب من أجل احترام ذاته و دفع الظلم الواقع عليه من قبل الأخرين .
فتفكير الإنسان و شعوره هو ماضيه و حاضره و مستقبله , أما الذي سوف يستخدم كأداة للحديث عن الماضي الذي ذهب و الحاضر الماثل أمامه و المستقبل المنتظر هو اللسان و وسيلة اللسان هي اللغة. فإذا لم تستطع أن تفكر باللغة لن تستطيع التحدث بها و من ثم كتابتها. و إذا لم تستطع أن تشعر باللغة فلن تستطيع إدراكها و التفاعل معها .
هذه اللغة هي وسيلة التواصل مع الناس جميعاً, القريب و الغريب, القاصي و الداني , فكيف إذن تتواصل معهم ؟ هناك أربع مهمات للغة و هي كالآتي:
1. أن تسمعها (مهارة الاستماع)
2. أن تقرأها ( مهارة القراءة )
3. أن تتحدثها ( مهارة التحدث)
4. أن تكتبها ( مهارة الكتابة)
فعمليات أي لغة في العالم هي :
1. عملية إكتساب اللغة
2. عملية إنتاج اللغة
عملية إكتساب اللغة لها طريقان هما :
1. عن طريق الاستماع
2. عن طريق القراءة
و عملية إنتاج اللغة لها طريقان هما :
1. إنتاج عن طريق التحدث
2. إنتاج عن طريق الكتابة
إذن ماهي هذه الطرق و ما تعاريفها ؟
يمكن تعريفها كالآتي :
الاستماع : عملية إكتساب اللغة المنطوقة
القراءة : عملية إكتساب اللغة المكتوبة
التحدث: عملية إنتاج اللغة المسموعة
الكتابة : عملية إنتاج اللغة المقروءة
و هذا الكتاب يبحث و يحاول الإجابة على الأسئلة التالية:
1. كيف تشعر باللغة و أنت تسمعها ؟
2. كيف تشعر باللغة و أنت تقرأها ؟
3. كيف تفكر باللغة و أنت تتحدثها؟
4. كيف تفكر باللغة و أنت تكتبها؟
و مبدأك أو الأساس الذي تستند عليه هو هذه العبارة: أبدأ بالأبسط فالبسيط ثم أتدرج حتى أصل الى الصعب فالأصعب.
و مراحل تذوق اللغة و استيعابها مراحل طويلة و شاقة فلن تتعلم اللغة في جلسة أو جلستين إنما قل في سنة أو سنتين , و هذا يعتمد على الإنسان نفسه و على الفرص الذهبية للتعرض للغة, فكلما تعرضت لها كثيراً كلما أحسستها و تعلمت كثيراً.
إذن فالحديث الذي تسمعه و الحديث الذي تقرأه و الحديث الذي تتكلم به و الحديث الذي تكتبه نابع من شعورك باللغة و تفكيرك باللغة. فإذا أردت أن تتعلم لغة قوم فلابد أن تتقن هذه المهارات الأربع. و لن تتقنها حتى تتطور مهارة الشعور باللغة و التفكير باللغة . أيضاً هذا هو الأساس الذي تنطلق منه في تعلم اللغة الإنجليزية, فلابد أن تشعر بها و لابد أن تفكر بها.
لننظر الآن كيف يكون التفكير و الشعور؟