مهما بذل الإنسان من جهود وتحلى به من أخلاق واستخدم من وسائل علمية ونفسية لكسب ثقةٍ الآخرين وبناء علاقات حسنة معهم فسيلقى بعد ذلك حتماً أناساً متعبين لمن حولهم ولأنفسهم أيضاً فكيف يكون التعامل مع هؤلاء الصنف من الناس عندهم تبتلى بهم كزملاء لك في العمل ؟ :
أ) – أن يؤهل الإنسان نفسه لتحمل المشكلات والصبر على المزعجات ومواجهة آثارها ، وذلك بالآتي :
1. بناء الثقة في النفس كما تقدم في حديث سابق .
2. الاعتناء بالجسم في الأكل والنوم والرياضة كما تقدم معنا .
3. أن توجد في نفسك الشعور بالإيجابية والثبات والتفاؤل ، وقد تقدم أيضاً الحديث عنه.
4. التعود على الحديث والحوار مع الناس بثبات .
5. عدم الهروب من المشكلات بل مواجهتها بطرق علمية وأسلوب عقلاني هادئ .
6. استبعاد الانفجارات المؤذية والانفعالات المثيرة في مواجهة المشكلات .
ب) – دراسة المشكلة والتخطيط لحلها ، وذلك على النحو الآتي :
1. قبل التفكير في المشكلة توضأ وأكثر من ذكر الله وتنفل لله بركعتين واسأل الله أن يمدك بعونه وتوفيقه .
2. قم بعملية استرخاء تريح فيها أعصابك وجسمك بعيداً عن الضوضاء .
3. ابدأ التفكير في الزميل المشكلة ، وليكن بداية التفكير في ذلك هو أن تحاول تحديد أي تصرفاته يثير المشكلات بالنسبة لك ، وما هي دوافعه إلى هذا التصريف ، هل المشكلة مثلاً عباراته النابية أو تعاليه على الآخرين أو شكه في تصرفاتهم أو نقده لأعمالهم باستمرار أو حسده لهم على مراكزهم وإنجازاتهم أو غير ذلك من التصرفات والدوافع ، المهم هو تحديد المشكلة بدقة .
4. معرفة الأثر الحقيقي لما يثيره هذا الزميل من مشكلات عليك وعلى عملك ، فمثلاً هل أصبحت تتضايق من أجواء العمل فأصبحت تفكر في الانتقال لعمل آخر هرباً من مواجهة هذه المتاعب ؟ ، هل أصبحت تتغيب عن عملك ؟ ، هل نسيت أهدافك من ممارسة هذا العمل ؟ ، هل قلَّ إنتاجك أو تضاءلت جودة عملك ؟ ، غير ذلك من الآثار التي لا يُمكن حصرها هنا .
5. بناء على ما تقدم حدد أفضل السبل وأنجح الخيارات لتجاوز هذه المشكلة وتجنب آثارها عليك وعلى عملك ، وكن موضوعياً هادئاً في اختيارك للحل مراعياً لما يترتب على ذلك من مصالح ومفاسد أو مكاسب ومضار .
فقد يكون الحل هو تجاهل المشكلة ومصدرها أو السعي لنقله من مقر عملك إلى مكان آخر أو انتقالك أنت إلى عمل آخر أو مواجهة هذا الإنسان والحوار معه .
6. لنفترض أن الحل الذي قررت اختياره هو البقاء في عملك ومواجهة هذا الشخص والحوار معه لتغيير أسلوبه .
عند ذلك رتب أفكارك واستحضر حججك وأمثلتك وحدد كلماتك وحركاتك ونظرات عينيك ونبرات صوتك التي ستواجهه بها لتحقق مجتمعة ما تريد فعله وما تطمح إلى تغييره في هذا الشخص .
7. توقع رد فعله بعد مخاطبتك له ، وليكن هذا التوقع مبنياً على معرفتك السابقة بنفسيته وأنماطه السلوكية في التعامل مع الآخرين .
8. عدم خطتك بناء على ما توقعته من رد فعله ، وليكن هدفك إنهاء أو تقليل ما يثيره حولك من مشكلات ، واحذر أن تؤدي محاولتك إلى إثارة الجدل واشتداد الخصومة وتزايد المشكلة ، بل احرص على أن تحسمها أو تقلل آثارها فقط .
9. بعد أن تصبح خطتك في صورتها النهائية اكتبها في ورقة وراجعها أكثر من مرة، ولا تكتفي بما تختزنه الذاكرة عن المشكلة وسبل مواجهتها إلا بعد تجربة مثمرة وطويلة في حل المشكلات بالطريقة السابقة .
10. يُمكنك أن تستشير من تثق في عقله ودينه من زملاء العمل أو غيرهم فيما تنوي فعله وسجل ملحوظاته ونصائحه في ورقة خاصة ثم فكر بعد ذلك في مدى إمكانية الاستفادة منها .

جـ) – الخطوات العلمية لحل المشكلة مع صاحبها ومصدرها :
بعد أن قمت بإعداد نفسك لمواجهة المشكلات عموماًُ ثم تلوث ذلك بإعداد خطتك المناسبة لحل هذه المشكلة لم يبق إلا تنفيذ ما أعددته علمياً ، وأهم الخطوات لذلك هي :
1. اختر الزمان والمكان المناسبين للحديث في الموضوع مع الطرف الآخر ، وذلك حين يكون فارغاً هادئاً مستعداً للحوار ، وتتوقع منه أن يكون أقرب للموضوعية ، وأن يتفهم حاجات ، وتتوقع منه أن يكون أقرب للموضوعية ، وأن يتفهم حاجات الآخرين ، ويتنازل عن بعض مواقفه من أجلهم .
2. تفاوض مع الشخص باحترام وانتقاء للعبارات واطلب مساعدته في حل المشكلة بعد معرفة رأيه في تشخيصك لها .
3. اطرح ما تراه من حلول ومقترحات للمشكلة والتي سبق وأن أعددتها ، وليكن طرحك بأسلوبك مناسب وبين له ما في هذه الحلول من فوائد للجميع .
4. تجاوب مع ما قد يطرحه من أفكار ومقترحات مفيدة وإيجابية، وأظهر العطف على ما بيديه من حاجة وضعف ، واقترح له بدائل لما يظنه من فوائد في إثارته للمشكلات أمامك .
5. اختم اللقاء بتحديد النقاط المشتركة التي أمكن التوصل إليها مع بيان واجب كل واحد منكما حيالها .
6. حدد موعد لقاء آخر إذا بقي هناك من الأمور ما يستحق البحث والحوار .
7. تابع تنفيذ ما تم التوصل إليه وتحقيقه مع تقويم وقياس مدى التقدم في ذلك .
8. يجب أن تكون أعصابك هادئة وتتمتع براحة بدنية ونفسية أثناء الحوار ، وحبذا أن يسبقه فترة استرخاء كافية .
9. قدم مكافأة للشخص الآخر على ما تلاحظه من تعاون وتقدم من جانبه في حل المشكلة ولما يبديه من التزام بما تم الاتفاق عليه ، وآظهر العطف عليه والاحترام له والابتسام في وجهه والثناء على مسلكه الجديد أمام زملاء العمل والإهداء له إذا كان ذلك مناسباً ومساعدته في حل مشكلات عمله وتقديم المساعدة له في ذلك .