بينما سائق الأتوبيس يتوقف في محطة الأتوبيس لينزل أحد الركب وهو آخر راكب معه في الأتوبيس إذ صعد رجل طويل جداً … عريض جداً … قوي جداً … يحمل من العضلات الضخمة جداً … وبصوت جهوري جداً قال: أنا ألفريد القوي الذي لا يدفع ثمناً للتذاكر … وطبعاً لم يجرؤ السائق أن يسأله عن ثمن التذاكر ولكنه شرب مرارة إحساسه بالضعف والقهر … وفي اليوم التالي تكرر نفس المشهد مع السائق وشرب السائق للمرة الثانية مرارة إحساسه بالضعف والقهر … وفى اليوم الثالث تكرر نفس المشهد وعندها أصيب السائق بالإحباط وارتفاع ضغط الدم وكل الأحاسيس السيئة في هذه الدنيا… وذهب إلي بيته يجر قدميه وهو يحس أنه فأر … لا … بل حشرة …لا … بل هو أقل وعندها قال لنفسه: ما هذه الخسة لماذا لا أكون قوى وشجاع مثل ألفريد؟ وعندها قرر أخذ أجازة من العمل لفترة وذهب إلى نادي رياضي ومارس الرياضة العنيفة … الجودو … الكارتيه … كمال الأجسام لمدة شهور وهنا بدأت ترجع له ثقته بنفسه وقد انتفخت عضلاته … فرجع إلى عمله مزهو بنفسه … وعندها … صعد ألفريد الطويل جداً … العريض جداً … القوي جداً … الذي يحمل من العضلات الضخمة جداً … وبصوت جهوري جداً قال: أنا ألفريد القوي الذي لا يدفع ثمناً للتذاكر … وهنا فقط أوقف السائق الأتوبيس ووقف ينظر له بتحدي وقال له بصوت جهوري: لماذا يا هذا لا تدفع ثمن التذكرة ألا تخجل من نفسك؟ فنظر له ألفريد ألفريد الطويل جداً … العريض جداً … القوي جداً … الذي يحمل من العضلات الضخمة جداً … وباستغراب جداً قال له: لأنني أحمل أشترك مجاني.